الجمعة، ٣٠ مايو ٢٠٠٨

دعيني ....

دعيني أرسم هذي الخطوط ...
دعيني أحطم كل الشروط ...
دعيني أقتل حروفي حين أرسمها ...
منذ ولدت وأنا فاشل في الرسم ، ولكني اليوم لابد أن أرسم ...
لا ؛ بل لابد أن أبدع لوحة يجمع على جمالها الفنانون ...
شاءت خطوطي أو أبت ... أطاعتني أقلامي أو تمنعت ...
يحاول العالم أن يحول بيني وبين حروفي كي لا تُفضح أسرارُه أمامك ...
تحاول الخطوط أن تهرب لأنها لم تعتد من قبل أن ترسم لوحة حقيقية ...
أريد أن أكتب لأول مرة في حياتي ...
أريد أن أرى الحقيقة القابعة داخلي أمامي لأول مرة في خطوطٍ على صحيفتي البيضاء ...
أريد أن أبوح ثم أبوح ثم أبوح كي يفرغ داخلي من الكلمات ...
أريد أن أملأ سمعك وبصرك وقلبك بأطنان الحقائق كي تجربي شيئاً من وطئتها ...
تعالي هنا واجلسي على يميني ..
لا ، بل هنا على يساري ...
لا ... أريدك أمامي ...
لا ... ليس مكانك خارج حدودي ، وليست حدودي تتعدى داخلي ...
تعالي هنا ، واسكني داخلي ...
ولا تغادريه ؛ فهنا ستجدين ما عَجبُهُ لن يسمح لتفكيرك أن يرنو لحظة إلى الخروج ...
وحيث أنتِ هنا فأشياء كثيرة ستنتهي ...
سأكسر أقلامي ، وأمزق صحائفي ، وأقطع لساني ...
فأنتِ مع قلبي سيخط ويرسم ، سيكتب ، سينطق ويسمعك أشعر الأبيات ، ويلحن لك أعذب النغمات ...
دعيني أذوب في خيالي ...
دعيني أمضي فيه الليالي ...
دعيني أعوّض ليل الخوالي ...
دعيني أنادي بالحب أن ينتهي ...
أن يفنى ؛ ثم يفنى ؛ ثم يفنى ...... ثم يعود جديداً ...
يعود جديداً أبيضاً خالياً من الشوائب وملوثات البشر على مر التواريخ ...
أريده صفحة ناصعة بيضاء كي تكون أسماؤنا أول الأسماء في كتاب الحب ...
دعيني أقوم الآن لأشرب شيئاً من ماء الحياة ، فحرُ هذه الكلمات جفف سوائل جسمي وعقلي وحروفي ...
انتظريني ، لا تغادري .... فإني عائد ...