الأحد، ١ يونيو ٢٠٠٨

دعيني أخرى ...




دعيني أشعُر ...
دعيني أُشعِر ...
دعيني أكتب ...
ثم دعيني أعيد ما كتبت ...
دعيني أعيد صياغة حروفي ...
دعيني أمسح من أوراقي كل رائعاتي ، فقد عفت عليها الساعات والدقائق وأصبحت لا تناسب حبي المتجدد كل لحظة ...
دعيني أحيي بأبياتي قيساً وكُثيّر وعنترة ... وأعيد بها ذكر ليلى وعزة وعبلة ...
دعيني أؤلف لغة جديدة أجد في معجمها ألفاظاً تناسب إحساسي ...
هبيني عينيك كي أصنع منهما شموساً تضيء لنا الكون ؛ فقد ملّ البشر من شمسنا التي لم تعد تستحي منها القرون
هبيني سوادهما لأنسج منه خطوط ليلٍ حالك ينام فيه جميع البشر ، ولا يبقى على الأرض سوانا أحياء ...
هبيني أحبال صوتك كي أملاً بها الكون مزامير تزول بها آثار الضوضاء على مر التواريخ ...
هبيني شيئاً من قلبك ألين به قلوب القساة ، وأحيل العالم إلى صفحة بيضاء لا بثور فيها ولا شوائب ...
هبيني شيئاً من عقلك كي أخلق منه عقولاً لكل الحيوانات والجمادات ، وأحيل به كل النساء إلى عاقلات ...
هبيني شيئاً من جنونك أحول به الكون إلى مستشفىً للمجانين ...
هبيني شيئاً من سكونك أجعل من الكون ليلاً هادئاً سرمداً إلى يوم القيامة ...
تعالي لنختبر معاً قوة الشمس إذا وقفنا أمامها ...
تعالي لنريح الكواكب والنجوم ليلةً ؛ أو إلى الأبد ...
أجيبي عليّ بكلمة واحدة ، أو بنظرة واحدة كي ينفجر بركان أحرفي لينثر حمماً تحرق العالم ...
أو أعرضي عني لتموت الحروف ، ويموت معها آخر أملٍ في حبٍ حقيقي في تاريخ الكون ...
أو تخلصي من ضوضائي إلى الأبد وقولي لي " أحبك " ...