الخميس، ٢٢ يناير ٢٠٠٩

أقلام ليلية _ الثالث




جلس الديكُ مقهورُ العُرف بين دجاجات سِمان ؛ ما زال قوى الحنجرة ولكنه غير قادر على الصياح ، فقد هزمت الدجاجات الديك وصار زمانٌ بلا دِيَكَة ...

كل شيء قد يتحول إلى امرأة .. حتى خريطة العالم !!!

إن عجزنا عن إدراك كُنه النفس البشرية لا يعني عجزنا عن محاولة التقدم في سبر غوارها واستخراج دفائنها ، وما في الحياة ألذَّ من خلوة أستكشف فيها نفسي ، أو موقف يظهرُ لي شيئاً من حقيقتها ...
أحيانا أشكُ أن لي غير نفس ، فهاهي واحدة توحي بشيء ، ثم أخرى تنقض حجة الأولى ، ثم ثالثة تتبع الجسد ، ثم رابعة تسكن القلب ، وأخرى وأخريات ربما اجتمعن في لحظة واحدة فينشب " صراع الأنفس " داخل الجسد الضعيف ...

ما بين الرمزية والواقع أن الأولى تأتي لنا بالحقائق بشكل غير مباشر بعد أن مللنا صدمات الواقع .. إنه نوع من التغيير الممتع ...
لم يعد هناك فرق بين " الهـوى " و " الهـواء " بعد أن صار الأول عنصراً يحلّقُ في مدرات الأخير ...

إن ذهولي بماهية اللغة وقدرة الإنسان على الكلام تزداد يوماً بعد يوم بمجرد التأمل والتفكير ، فكيف لو كان تأملاً في شكل دراسة بحثية علمية ؟ لا شك أنها ستكون ثورة من اللذة والمتعة !!!
إن الرمزية الميتافيزيقية الموظفة تراجيدياً تخلق نوعاً من التفاعل الإبستمولوجي داخل السيكوراديكالية اللامرئية ، وهذا بلا شك تطور في بنيوية النسيج الدرامي بعد عصر من طغيان الأيدولوجيات ..

لو سألت معظم الناس هل يؤمنون أن السعادة في المال فقط لكانت الإجابة " لا " ، ولكنها مجرد إجابة باللسان فقط عند أكثر من 90% منهم ، والعشرة الباقية يؤمن معظمهم بالإجابة عن قناعة حقيقية ، لكنهم قليلون جداً من يحولون هذه القناعة إلى " واقع حياتي " ...

الخميس، ٨ يناير ٢٠٠٩

كن نفسك ...




منذ فترة وأنا أعيش صراعاً فلسفياً نظرياً بدأ ينحو نحواً تطبيقياً ؛ صراعٌ بين الوجود في كون " الآخر " وبين الوجود في كون " النفس " ...

" كن نفسك " ؛ هذا هو شعار حملتي الشرسة لاستئصال شأفة المظاهر ومراقبة الناس وتوظيف الطاقات الفكرية والجسدية نحو صالح النفس فقط دون شكلٍ اجتماعي ومظهر عام يعـوق التقدم ويكبّل النفـس بأغلال مودية بها إلى مجاهل الذوبان فـي " الآخر" ...

ما ألعن هذا " الآخر " حين يتحكم في سكناتي وهمساتي وآمالي ويصيرني عبداً لدى أعرافه الجائرة وتقاليده العقيمة ... ولكن هيهات ثم هيهات !!


لتكن ثورةً إذن !! أمهد لها على جميع المستويات ثم قريباً أعلنها لأطيح بكل هذه الأصنام التي تعظم من دون النفس ، وأقيم إمبراطوريتي فوق أرضي وتحت سمائي ، ترفرف فوقها راياتي معلنة نهاية حكم طاغوت ظالم جثم على أنفاسها طويلاً ...