الجمعة، ٢٨ نوفمبر ٢٠٠٨

أضعت اللاشيء !!!



أضعت حروف القصيدة .. وقافية القصيدة .. وأبيات القصيدة .. تأبى الحروف أن تتأتى إلا منثورة ؛ تماماً كأفكاري .. وأقلامي .. ومحابري .. تماماً كهذه الأشياء التي أنثرها في خاطرة منثورة .. في لحظة منثورة مشتتة خارج الأزمنة والأمكنة وكل الحدود ...


لقد أضعت القصيدة .. ما أقبحني .. ما أجهلني .. ما أخونني للأمانة .. لقد أضعت القصيدة وصرت عاراً على الشعر والشعراء ؛ وهاأنا ذا ألقى أول العقوبات ، لقد هجرتني المشاعر جميعاً وتركتني في صحراء اللاشعور .. فلا حبٌ ولا بغضٌ ولا لذّة ولا عذاب ولا ألم ولا حياة .. لا شيء سوى موت آتٍ قبل أوانه ليذيقني طعماً من الموت لم ولن يتذوقه أحد من البشر سواي ..


لا شيء سوى معانٍ بلا معان .. حروفٌ بلا دلالات .. قصائد بلا أبيات ؛ ولا قافية ولا سطور .. أغنية بلا كلمات ؛ بلا لحن ؛ بلا أصوات ..


أشياء مجردة من خاصية الأشياء .. وحياةٌ ضائعة في بحر اللاحياة .. بحر لا يعرفه الموت ولا تعرفه الحياة .. لم يعرفه من البشر سواي ، أنا ذلك الشخص ( بلا شخص ) الذي يعيش ( بلا عيش ) في عالم اللاحياة ...


أنا بلا " أنا " .. وهذه الكلمات بلا معان ولا حروف .. وهذه الليلة بلا معالم .. يبدو أنها ليست ليلة .. بالتأكيد هي ليست ليلة ، فليس من شيء في هذه اللحظة يمكن أن نطلق عليه اسماً .. لأن الأسماء لم تعد موجودة ....

الجمعة، ٢١ نوفمبر ٢٠٠٨

أقلامٌ ليليّة



رغم أني عشت طويلاً في هذه الحياة ، فما زالت تطالعني كل يوم بسر جديد .. يبدو أني لن أن أتمكن منها قبل أن أموت لأسجل في مذكراتي تلك " الحكمة الكاملة " التي أجتهد في البحث عنها !!


* إننا لا نسافر للبحث عن الحقيقة ، لكننا قد نسافر للبحث عن أداة نستخرج بها كنز الحقائق المدفون داخلنا ومن حولنا ..
* إن الحقيقة الكاملة قابعة في داخل العقل والقلب والروح ، لكن الله هو الذي يأذن للإنسان أن يطلع على ما في داخل نفسه ..


أولئك الذي يأتون ويذهبون .... لا أستطيع أن أصف شيئاً غير موجود !!!
أما هؤلاء الذي ينحتون أسمائهم في قلوبنا لابد أن في أرواحهم سراً لم أعرفه .. إنهم في ظلّي .. في ذاكرتي حين أنسى اسمي في زحمة الأيام والليالي ..

* لم يأخذ الموت عزيزاً على قلبي إلى الآن !!! ربما لأنهم لا يموتون ؟!!


* ما أشبه الموت برواسب فنجان القهوة ، فكلاهما يباغتني بعد رحلة من اللذة والمرارة ، ولكني بانتهاء فنجان القهوة أغسل فنجاني وكأن قهوةً لم تكن !!!


* إنني حينما أكتب عن نفسي فإني لا أكتب عن نفس واحدة لشخص واحد ، بل أؤرخ لواحدة من الشخصيات النمطية المحدودة التي يتداولها معظم البشر على مر العصور.... ...

* إن أفكاري لا تنتهي إلا حينما يتوقف قلمي عن الكتابة ، فالفكرة المسطورة أمامي على أوراقي توحي بالتي تليها ، والقلم يسيل بالكلمات بلا توقف لاستجماع فكرة أو صياغة عبارة !!

* إن ظاهرة العنوسة تأتي عقاباً لجنس النساء جزاءً على تمردهن وجحود أفضال أزواجهن طوال التاريخ ، وإن ما نراه اليوم من تفنن الفتيات في أساليب التبرج والإغراء وفتنة الرجال ما هو إلا دليل واضح على ما آلت إليه المرأة من ذل أمام الرجل !!



*إن القهوة أشد منافس للخمر _ في نظري _ فما تمنحه الأخيرة من نشوة مزيفة لأهل العربدة والتيه ، ليست بأقل مما تمنحه القهوة بعمق نشوتها لأهل الأدب والثقافة والقلم ( الشاربون منهم ) ...

*إن الإبداع المستحق للاحترام لا يأتي نتيجة لخيال فياض وموهبة فذّة فحسب ، بل يصاحب ذلك جهدٌ وبحث ودراسة ، فليست الموهبة المجرّدة جديرة بالاحترام إلا إذا صاحبها جهد وعمل .



* لكل شيء في الحياة لذّة ، واللذة في أصلها طعم واحد ، فلا فرق بين لذة الطعام ولذة الألم إلا أن الأولى يصحبها ألم والأخرى تسكينُ جوع ...


* إنني لم أعرف الحياة بعدُ كما أتمنى ، أريد أن أجرب كل المشاعر التي تمتلئ بها الحياة ، أريد أن أجرب شعور الخوف والبغض والرعب والوحدة والسكون والنصر والهزيمة .. أريد أن أجرب ذلك الشعور الذي يسمونه " الحب " .. أريد أن أعيش شعور مسجون يُقاد إلى حبل الإعدام ... إني أتحسر حين أعيش في الحياة وأنا على هامش مشاعرها ، أو أسيراً بين شعور متكرر لم يعد يراودني لأنه صار جزءاً من وجودي !!!


ما الحياة سوى بكاء ثم ضحك ثم بكاء ثم ضحك .. سلسلة من حلقتين متكررتين تُغلقُ بسكون وهدوء .. فأنا حي حينما أضحك أو أبكي ؛ ولست في الحياة حينما أكون هادئاً ساكناً ، فحينئذ أكون بعيداً عنها أراقبها وأتأملها وأدوّن مشاهداتي من ذلك المكان السحيق ...