الأربعاء، ١٥ أبريل ٢٠٠٩

الحقيقة ...


قرأت دواوين الشعر ومجلدات النثر .. قرأت آلاف الصفحات من الروايات .. بحثت في كتابات الفلاسفة .. في صفحات التاريخ .. في كلمات الأغاني .. في قصص العشق والعاشقين .. ثم بعد حيرة طويلة عثرت على أحق الحقائق في هذه الحياة .. عثرت عليها في سجدة في جوف إحدى الليالي ..
تعلمت بعد هذه السجدة أن أسخر من كل العواطف .. لم يعد للحزن ولا للعشق ولا للخوف ولا لأي شعور قيمة أمام هذا الطوفان الخاشع .. كل هذا في بضع دقائق !!

 

الثلاثاء، ١٠ فبراير ٢٠٠٩

أقلام ليلية _ الرابعة




حين يتحول منبر المسجد إلى منبر لليبرالية والديمقراطية ، وتتحول خطبة الجمعة إلى خطبة من أجل حرية الرأي والتعبير و"الرأي والرأي الآخر" .. ويغيب الإسلام عن موضوعها تماماً وتحل الديمقراطية محل تحكيم الشريعة وتصبح مصيبتنا ليست غياب الإسلام ، بل غياب الليبرالية ...حينها سيحملونني من مسجد " أعضاء هيئة التدريس " بشارع جيهان إلى مستشفى الطوارئ بنفس الشارع للعلاج من الفالج الديمقراطي والصدمة العصبية الليبرالية ...


تأملت تردد الإنسان بين القوة والضعف فوجدت أن كلاً من المتناقضين ضروري لوجود الآخر ، فلابد كي تستبين القوة من خلجات ضعف ينتصر عليها المرء بعلو همةٍ وسمو نفس .. فأيُّ قوة تلك التي لم تجد ميداناً تثبت فيه وجودها ، ومعركة تخوضها لتحقق ذاتها .. إن الضعف ضروري كالقوة .. ولا خجل من الضعف إذا المرء عليه انتصر..


إن للكآبة والحزن لذّة لا يدركها إلا من صبغوا أنفسهم بأصباغ الحزن واليأس وصارت لهم طبيعة وسمتاً وخاصيّة ، أما الذين يجربون هذه المشاعر في لحظة طارئة عابرة فإنهم يشقون بها كثيرا ...


حين لا تجد شيئاً تسطره في أوراقك .. حين تختفي المعاني ولا تلبي رغبات القلم المتحمس .. وتخفق الحروف أن تأتي والكلمات أن تتكون .. ثم تنظر إلى مأساة قلمك حزيناً وحيداً بائساً ؛ فابدأ من هنا تسطير مأساتك ، واخلق من العدم أروع مسرحية تراجيدية أبدعها قلمك ...
إن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة .. ولكنها تساوي عندنا الكثير ...
إن العاشق لا يُلام على تعلقه بجسد معشوقه .. فأيُّ عشقٍ للروح بلا عشق للصورة التي تحمل تلك الروح ؛ أو التي تحملها تلك الروح ...



بعد أن أدمنت النظر في خريطة العالم المعلقة خلف مكتبي ؛ صار لي في كل بقعة منها شبحٌ يتراءى .. لقد صرتُ شبحاً كبيراً يملأ العالم ...
بإمكان أي أحدٍ أن يصبح ثرياً .. أن يصبح ملكاً أو وزيراً أو رئيساً .. أن يصبح بطلاً أو فارساً عملاقاً .. أن يتزوج.. أن يجوب العالم ويرى عجائب الدنيا ويخوض خطير المغامرات ..أن يتحول إلى أي شيء في أي لحظة وفي أي مكان ؛ إذا أيقن أن عقله وخياله هو الكون لا يعوزه شيء ولا يختلف عن نسخته الأخرى في شيء ...
توقفت كثيراً عند احترام الإبداع .. هل كل إبداع يستحق الاحترام ؟ أم لابد أن يوافق الإبداع معتقداتي ومبادئي كي يستحق احترامي ؟ أم أن لكل أحد أن يبدع منطلقاً من معتقده ثم يحترم كلانا إبداع الآخر ؟ وإذا لم أحترم إبداعاً لأنه خالف معتقداتي ؛ فما نوع هذا المعتقد ؟ هل أسمح لإبداع الآخر أن يتعدى على معتقدي ككل لكن لا يقترب من عقيدتي الدينية ؟ وهل فقد الإبداع حقيقته حين خالف معتقدي ( المعتقد الصحيح ) ، وهل كل إبداع يجب أن يوظف في صالح القيم الخيّرة ؟! ... همهماتٌ ربما تدور في حلقة واحدة نخلص منها إلى أن الإبداع لا يفقد اسمه أياً كان محتواه ، ولكن هناك إبداعٌ " طيب " وآخر " خبيث " ...
يتهمني بعضهم بالفراغ وأنه سبب تفلسفي !! وكأن الفلسفة شيء يتجلى في الفراغ والبطالة ويختفي في زحام الحياة والعمل !!! إن تفلسفي لا يتأخر عن تنفسي .. وما من ذرة هواء تدخل أو تخرج إلا بتصريح فلسفيٍّ ، وما من سكنةٍ ولا همسةٍ إلا متبوعة بحوار فلسفي أو مغامرة تأملية .. فيا لهم من جُهّال !!

الخميس، ٢٢ يناير ٢٠٠٩

أقلام ليلية _ الثالث




جلس الديكُ مقهورُ العُرف بين دجاجات سِمان ؛ ما زال قوى الحنجرة ولكنه غير قادر على الصياح ، فقد هزمت الدجاجات الديك وصار زمانٌ بلا دِيَكَة ...

كل شيء قد يتحول إلى امرأة .. حتى خريطة العالم !!!

إن عجزنا عن إدراك كُنه النفس البشرية لا يعني عجزنا عن محاولة التقدم في سبر غوارها واستخراج دفائنها ، وما في الحياة ألذَّ من خلوة أستكشف فيها نفسي ، أو موقف يظهرُ لي شيئاً من حقيقتها ...
أحيانا أشكُ أن لي غير نفس ، فهاهي واحدة توحي بشيء ، ثم أخرى تنقض حجة الأولى ، ثم ثالثة تتبع الجسد ، ثم رابعة تسكن القلب ، وأخرى وأخريات ربما اجتمعن في لحظة واحدة فينشب " صراع الأنفس " داخل الجسد الضعيف ...

ما بين الرمزية والواقع أن الأولى تأتي لنا بالحقائق بشكل غير مباشر بعد أن مللنا صدمات الواقع .. إنه نوع من التغيير الممتع ...
لم يعد هناك فرق بين " الهـوى " و " الهـواء " بعد أن صار الأول عنصراً يحلّقُ في مدرات الأخير ...

إن ذهولي بماهية اللغة وقدرة الإنسان على الكلام تزداد يوماً بعد يوم بمجرد التأمل والتفكير ، فكيف لو كان تأملاً في شكل دراسة بحثية علمية ؟ لا شك أنها ستكون ثورة من اللذة والمتعة !!!
إن الرمزية الميتافيزيقية الموظفة تراجيدياً تخلق نوعاً من التفاعل الإبستمولوجي داخل السيكوراديكالية اللامرئية ، وهذا بلا شك تطور في بنيوية النسيج الدرامي بعد عصر من طغيان الأيدولوجيات ..

لو سألت معظم الناس هل يؤمنون أن السعادة في المال فقط لكانت الإجابة " لا " ، ولكنها مجرد إجابة باللسان فقط عند أكثر من 90% منهم ، والعشرة الباقية يؤمن معظمهم بالإجابة عن قناعة حقيقية ، لكنهم قليلون جداً من يحولون هذه القناعة إلى " واقع حياتي " ...

الخميس، ٨ يناير ٢٠٠٩

كن نفسك ...




منذ فترة وأنا أعيش صراعاً فلسفياً نظرياً بدأ ينحو نحواً تطبيقياً ؛ صراعٌ بين الوجود في كون " الآخر " وبين الوجود في كون " النفس " ...

" كن نفسك " ؛ هذا هو شعار حملتي الشرسة لاستئصال شأفة المظاهر ومراقبة الناس وتوظيف الطاقات الفكرية والجسدية نحو صالح النفس فقط دون شكلٍ اجتماعي ومظهر عام يعـوق التقدم ويكبّل النفـس بأغلال مودية بها إلى مجاهل الذوبان فـي " الآخر" ...

ما ألعن هذا " الآخر " حين يتحكم في سكناتي وهمساتي وآمالي ويصيرني عبداً لدى أعرافه الجائرة وتقاليده العقيمة ... ولكن هيهات ثم هيهات !!


لتكن ثورةً إذن !! أمهد لها على جميع المستويات ثم قريباً أعلنها لأطيح بكل هذه الأصنام التي تعظم من دون النفس ، وأقيم إمبراطوريتي فوق أرضي وتحت سمائي ، ترفرف فوقها راياتي معلنة نهاية حكم طاغوت ظالم جثم على أنفاسها طويلاً ...