الجمعة، ٢٩ يناير ٢٠١٠

وداع ...


ها قد آذنت سِنِيٌ الجامعة الأربع بالرحيل .. وها أنا ذا أرفع يدي مودعاً إياها وفي عيني تنطفئ بعض الجذوات وتأفل بعض النجوم ...
وكأني بها تهتف بي : لقد آن لك أن ترحل عنا .. فقم إلى أرضك الجديدة .. والحق بالألوف الذين سبقوك .. فغداً ستذكرنا وفي قلبك حنين وأنين .. فأنت على أعتاب عالم موحش .. عالم ما بعد التخرج .. قد ولّت أيام الراحة وأقبل الكدّ والتعب ..

كلمات لا أستطيع أن أخفيها .. فأنا اليوم بدأت أحس بنُذُر التحول .. أودع عالم الرومانسية الحالمة بغموضها وإثارتها ، عالم الكتب والفكر والثقافة والثورة والضحك والسخرية والفراغ المبدع إلى عالم آخر حاسم كالسيف .. وحياة واقعية عملية قاسية ..

هل سأستطيع بعد العامِ أن أضحك .. أن أسخر .. أن أدون في مدونتي عباراتي الغامضة وفي مفكرتي أشعاري الثورية والرمانسية ؟؟



وهل سأجد دقيقة في ليلة باردة أتأمل فيها الكون والنفس والحياة ، وأسجل ذلك في أوراقي ؟

اليوم أحس بوخز ما قبل الرحيل .. وأحس بلهفة إلى الحاضر الذي سأغادره عما قريب .. فلتغفر لي هذه الأيام تقصيري في الاستمتاع بها ، ولترفق بي الأيام القادمة ..

ليست هناك تعليقات: